ما معني صوم رمضان لغه وشرعا والشروط صحه الصوم

ما معنى صوم رمضان


الصيام لغةً
: ويُراد به الإمساك عن الشيء، يُقال: صام فلانٌ عن الكلام؛ أي أمسك، وامتنع عنه، كما قال الله -تعالى- واصفاً حال مريم -عليها السلام-: (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا)؛[٢] أي أنّها امتنعت عن الكلام والحديث، وتوقّفت عنهما.

: الصيام شرعاً: هو التوقُّف والإمساك عن المُفطرات، من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، مع عقد النيّة والعزم؛ لتتميّز العادة عن العبادة، بشروطٍ مخصوصةٍ، وزمنٍ مخصوصٍ، وكيفيّةٍ مخصوصةٍ

شروط الصيام
النيّة: ومَحلّها القلب، ودليلها قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)،[١٥] ولا يُشرَع التلفُّظ بها؛ لأنّها أمرٌ متعلّقٌ بالقلب، ويُراد بها: القصد، وعزم القلب على فعل أمرٍ ما، ويجب على العبد عقدها والعزم على الصيام ليلاً في أيّ جزءٍ من أجزائه. الإمساك: ويُراد به الامتناع عن كلّ المُفطرات؛ من أكلٍ، وشُربٍ، وجِماعٍ، ويبدأ من طلوع الفجر الثاني، ويستمرّ إلى غروب الشمس، ودليلها قول الله -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ).[١٦] سُنن الصيام سُنن الصيام كثيرة، ومجالاتها متعدّدة، وفيما يأتي ذكر بعضها:[١] السَّحُور: وهو ما يتناوله المسلم قبل طلوع الفجر؛ ليتقوّى به على الصيام، ويتحقّق ولو بجُرعة ماءٍ، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)،[١٧] ويُسَنّ تأخيره قدر الإمكان إلى ما قبل الفجر؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا تزالُ أمَّتي بخيرٍ ما أخَّروا السَّحورَ وعجَّلوا الفِطرَ).[١٨] تعجيل الفِطْر: حيث يُسنّ للمسلم التّعجيل في فِطْره إن تيقّن حلول وقت الغروب، ويُفضَّل أن يكون فِطْره قبل أداء صلاة المغرب. الإفطار على الرُّطَب أو التمر أو الماء: فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُفطر على رُطبٍ، فإن لم يجد فعلى تمرٍ، وإلّا فعلى ماءٍ؛ لِما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كان رسولُ اللهِ يُفطِرُ قبلَ أن يُصلِّيَ على رُطَبَاتٍ، فإن لَم تكُن رُطَبَاتٌ فتمراتٌ، فإن لَم تكُن تمراتٌ حسا حسَواتٍ مِن ماءٍ).[١٩] الدعاء عند الإفطار: ومن الدعاء المأثور عند الإفطار قَوْل: (ذَهَبَ الظَّمأُ وابتلَّتِ العُروقُ وثبَتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ).[٢٠] حفظ اللسان والجوارح: فيُمسك المسلم نفسه عن الرَّفَث، والكلام الفاحش، والغِيبة، والنميمة؛ إذ يتأكّد تحريم ذلك في شهر رمضان، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ).[٢١] التوسعة على النفس والأهل والأرحام: فيُسَنّ للصائم في شهر رمضان الإحسان، والإكثار من أداء الصدقة للفقراء، والمساكين، وغيرهم من المحتاجين، بالإضافة إلى الأهل والأقارب؛ اقتداءً في ذلك بالنبيّ محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ كان يُكثر من الجود والعطاء في شهر رمضان كما ثبت في صحيح البخاريّ من قول عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[٢٢] الإكثار من الأعمال الصالحة: وتُذكَر منها: تلاوة القرآن، وذِكْر الله، وتسبيحه، والصلاة على النبيّ محمدٍ -صلّى الله عليه وسلم-. الاعتكاف: وخاصّةً في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ رجاء إدراك ليلة القدر؛ إذ كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يجتهد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها من الأوقات، مع الحرص على ترديد الدعاء المأثور فيها بقَوْل: (اللهمَّ إنَّك عفوٌ تُحبُّ العفو فاعْفُ عني)

فضل صيام رمضان
فضل صيام رمضان تترتّب على الصيام العديد من الفضائل، يُذكر منها:[٢٤] خصّ الله -سبحانه- عبادة الصيام بالأجر العظيم المُضاعف؛ ومع أنّ كلّ عملٍ صالحٍ يؤدّيه المسلم يُجازيه به الله بمُضاعفة الحسنة إلى عشرة أضعافٍ، وإلى سبعمئة ضعفٍ، إلّا الصيام؛ فقد نسبه الله -تعالى- إليه، وفي هذا يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به)،[٢٥] ولا يخفى أنّ طبيعة عبادة الصيام تتضمّن عبادات أخرى، ولعلّ أهمّها الصبر على ملذّات النفس وشهواتها، كالأكل، والشُّرب؛ والصائم إذ يحملُ نفسه على ترك هذه الرّغبات فإنّه ينال أجر الصابرين، حيث يقول سبحانه: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).[٢٦] مجازاة الصائمين بدخولهم الجنّة في الآخرة من بابٍ خاصٍّ بهم يُسمّى باب الريّان، وقد ثبت ذلك فيما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ).[٢٧] نيل الصائم فرحتَان؛ إحداهما في الدنيا، والأخرى في الآخرة، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ).[٢٨] فَتْح أبواب الجنّة، وغَلْق أبواب النار، وتصفيد الشياطين في شهر رمضان، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ).[٤] طِيْب رائحة فم الصائمين عند الله -سبحانه وتعالى-؛ إذ أخرج البخاريّ في صحيحه عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).[٢٥] تحصيل الخيرات والرَّحَمات في شهر رمضان، ونَيْل ما فيه من الرحمة والمغفرة من الله، والعِتق من النار، ونيل الدرجات الرفيعة، والحسنات، والأُجور المُضاعَفة
كيف تنظيم الوقت


كيفية تنظيم الوقت في رمضان تجنب السهر إل وقت السحور السهر الطويل، وعدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم خلال ساعات الليل يؤثّر في النشاط في الصباح، وبالأخص للأشخاص العاملين الذينَ يجب أن يستيقظوا باكراً للذهاب إلى العمل، لأنّ متوسط عدد ساعات النوم سيصل إلى أربع ساعات فقط، وهو أقل من المعدل الطبيعي الذي يجب أن يتراوح بين ست إلى ثماني ساعات يوميّاً.

إقرأ المزيد على الناس شهر رمضان بكل لهفة وصبر؛ لما لهذا الشهر من قيمة كبيرة في قلوب المُسلمين جميعاً، فهو الشهر الذي يتقرب فيه العبد من خالقه، ولكن العديد من الأشخاص يشتكون من مُشكلة ضيق الوقت، وكثرة الأعمال التي يجب إنجازها، وبالأخص لدى النساء اللواتي يقضينَ الكثير من الوقت في المطبخ لتحضير وجبة الإفطار لأُسرهم، لذلك يجب تنظيم الوقت في هذا الشهر الفضيل؛ ليستطيع الشخص القيام بأعماله وأداء فرائضه للتقرب إلى الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف احسب المتر مكعب و الفرق بين المتر المسطح والمتر المكعب

اختصار تحديد كل المستند هو